نظام إدارة الجودة للمشاريع الإنشائية
Quality Management System for the Concrete Construction
الجزء الأول
المفاهيم الأساسية لإدارة الجودة
تعد الجودة هدف من أهداف إدارة المشروع لا يقل من حيث الأهمية عن ميزانية وزمن المشروع، كما يعد مدير المشروع الجهة صاحبة المسئولية الكاملة على إدارة الجودة للمشروع (42). إن المواصفات المكتوبة في العقود هي لغرض ضمان أن المالك سوف يحصل على ما يتوقعه من منتج ذو نوعية جيدة مقدم من المقاول الرئيسي، ولتحقيق ذلك يجب توافر إدارة جيدة لدى الطرفين ولا يمكن ترك ذلك للحظ أو الثقة أو السيرة الذاتية للمقاول بل يجب الإعتماد على سياسات وخطط جودة فنية متقنة (58). لقد عُرِّفت إدارة الجودة من قبل ISO 8402 لعام 1995 "على إنها مجموعة النشاطات لجميع مهام الإدارة التي تحدد سياسة وأهداف الجودة والمسؤوليات وتطبيقها بوسائل وطرق مثل خطة وضبط وتأكيد وتطوير الجودة ضمن نطاق نظام الجودة".
إن ادارة الجودة قد تطورت وارتقت من خلال أربعة مراحل، إبتداءاً بالتحقق من الجودة وضبط الجودة حتى وصلت الآن إلى تأكيد الجودة ثم إدارة الجودة الشاملة (47). على اعتبار إن التحقق من الجودة هو نشاط يحدد بالقياس والفحص فيما إذا كان العنصر أو المادة مطابقة للمواصفة أم لا، فإن العمل التقويمي الذي يتخذ في حالة عدم المطابقة لتصحيح أي خلل في العنصر أو المادة هو أساس عملية ضبط الجودة التي تبنى على جهود ونتائج عملية التحقق من الجودة التي تعتمد بشكل كبير وواسع على التقنيات الإحصائية في تحديد المسارات وإكتشاف المشاكل الناتجة عن الإجراءات المتبعة (47). لقد أصبحت هذه التقنيات تستخدم بشكل واسع وروتيني في عملية التصنيع. وبدلاً من مجرد تأشير وتحديد الأخطاء لغرض إتخاذ الإجراءات التصحيحية فإن تأكيد الجودة و إدارة الجودة الشاملة يهدفان إلى تقليل حدوث هذه الأخطاء و في النهاية منع حدوثها قدر المستطاع.
إن كل من عملية تأكيد الجودة وإدارة الجودة الشاملة تتميز بأهداف تركز على متطلبات ورغبات الزبون (Customer) وهذا يعد قمة أهداف كلا العمليتين (58). لايوجد هناك تعريف واضح لإدارة الجودة الشاملة (TQM)، حيث يعرفها البعض على أنها عملية تحهيز الزبون بمنتج جيد في الوقت المناسب والمكان المناسب، والبعض الآخر يعرفها على أنها إيفاء أو تخطي بتفوق متطلبات الزبون، وتعرف داخليًا ضمن نطاق المؤسسة، على أنها أقل تقلبية (Variability) في جودة ونوعية المنتج وبأقل هدر (47). ليس من الضروري في إدارة الجودة الشاملة أن يكون الزبون هو المالك فقط كما تميل إليه عملية تأكيد الجودة ضمنياً. إن الزبون في أدارة الجودة الشاملة يمكن تمييزه من خلال الجهة التي سيصدر إليها المنتج. إن لكل مرحلة من مراحل العملية الإنتاجية لمنتج معين يوجد لها زبائن يعرفون بالزبائن الباطنيين (Internal Customers) هؤلاء هم مجموعة من الأشخاص اللذين يستلمون منتج وسطي (غير نهائي) من مجموعة أخرى. لتوضيح ذلك لنأخذ معمل إنتاج قطع خرسانية مسبقة الصب كمثال (شكل رقم(1)) فإن طاقم إعداد وتجهيز القالب للصب يستلم من طاقم عمل حديد التسليح المسؤول عن اعمال تفصيل وربط حديد التسليح حسب القياسات المطلوبة لتشكيل شبكة حديد التسليح المناسبة. من هنا يمكن اعتبار طاقم إعداد وتجهيز القالب للصب زبون ضمني لعملية تشكيل حديد التسليح وبنفس الإسلوب يكون طاقم صب القالب الزبون الضمني لعملية إعداد وتجهيز القالب للصب، بينما يعد مشروع بناء عمارة سكنية من قطع البناء الجاهز كمثال لزبون خارجي.
إن كل طاقم من هذه الطواقم التي تستلم منتج وسطي غير نهائي (Intermediate Product) ستطالب بتحقيق معايير جودة قياسية لتجنب حدوث خطأ ومن ثم إعادة العمل. إن فكرة ومفهوم الزبائن الباطنيين تضمن إن تحقيق الجودة تنجز من خلال عملية شاملة، وهكذا بالمواظبة على تفعيل العمليات الداخلية بهذا الأسلوب يمكن تحقيق عملية تحسين وتطوير الجودة الشاملة.
شكل
رقم (1) عملية صب عناصر مسبقة الصب (58)
لضمان حصول الزبائن على ما يريدون، فإن هناك حاجة إلى فهم كامل لاحتياجاتهم و نقل وتبليغ ذلك والتداول فيه في جميع أنحاء المؤسسة. إن هذا لهو صميم منهج إدارة الجودة وهو الهدف من نظام الجودة. إن نظام الجودة يشتمل على إعداد دليل أوكراريس جودة بمثابة المرجع (تعليمات معدة مسبقة على أسس معيارية من قبل كادر متخصص) لتوجيه العمال في أداء كل مهمة معينة. إن مثل هذه المراجع تكفل للإدارة توفير بيئة عمل تضمن تنفيذ العمل بشكل مناسب والتأكيد على تحقيق متطلبات المالك.
إن جوهر نظام الجودة هو توفير طريقة للعمل تساهم في الحيلولة دون وقوع المشاكل أو حتى إن وقعت فيكون هناك تشخيص سريع ودقيق لمكان وسبب نشوء المشكلة ومن ثم تصحح بشكل فعال وبتكلفة منخفضة (58).
توجد هناك ثقافة أخرى لإدارة الجودة تتمثل في التفاني من أجل التحسين المستمر. إن مثل هذا الالتزام يتطلب القياس الدقيق والتحليل لإداء العمليات من وجهة نظر الزبائن. يمكن تبني هذه الطريقة في إدارة الجودة من خلال رسم شكل بياني يوضح اتجاه ومصدر نشوء المشكلة. إن مثل هذه الأشكال البيانية تكون مفيدة أيضًا لتسليط الضوء على مناطق الخروج عن السيطرة الظروف المحيطة بها. توجد هناك عدة أدوات وتقنيات لتنفيذ ذلك ومن هذه الأدوات والتقنيات:
· المخطط البياني أو مخطط تسلسل العمل Flow Chart
or Flow Process Diagram
· المدرج الاحصائي Histogram
· مخططات التبعثر Scattered Diagrams
· تحليل باريتو Pareto Analysis
· مخطط هيكل السمكة or Called
the Cause-and-Effect Diagram Fishbone Diagram
وغيرها من الأدوات والتقنيات الأخرى التي يمكن إستخدامها لتحديد وعرض المشكلة ومن ثم إستخدامها لتحسين جودة الخدمات (ليس هناك حاجة للخوض في تفاصيل ودراسة هذه الأدوات والتقنيات لأنها لاتدخل ضمن هدف وغاية البحث ولكن مجرد عرضها على عجالة في هذا الفصل هو فقط لتوفير مجال يخدم الإطار العام لهذا البحث). إن الغاية الأساسية من إستخدام هذه الأدوات هو تحديد المشكلة ثم تحليلها للوقوف على أسباب ومصادر الخلل عند ذلك تبرز الحاجة إلى تطبيق خطوتين مهمتين لإكمال عملية تحسين الجودة، الأولى تكون بإعداد خطة عمل أما الثانية فتكون بتوفير جهاز مراقبة تنفيذ وتطبيق خطة العمل. إن خطة العمل تقوم بوصف الإجراءات الواجب اتخاذها، وتحديد المسؤولية والوقت اللازم لإتمام ذلك أما عملية المراقبة فهي للتأكد أن الإجراءات قد أتبعت وأن الظروف قد تحسنت (58). الشكل رقم (2) يوضح الإطار العام لعملية تحسين الجودة.
شكل
رقم (2) عملية تحسين الجودة (58).
موضوع بحثي "إدارة الجودة في المشاريع الإنشائية نحو التأكد من جودة الخرسانة" - رسالة ماجستير
لأمانة النقل ذكر المصدر والمؤلف
42- Construction Plans Quality Control / Quality Assurance Manua., USA: Louisiana Department of
Transportation and Development, 2008.
47- Kerzner,
Harold. Ph.D. Project Management, A Systems Approach to Planning,
Scheduling, and Controlling. United State of America: John Willy & Sons, Seventh
Edition, 2001.
58- W.F.
Chen and J.Y. Richard Liew. The Civil Engineering Handbook. United State
of America:
CRC Press, Second Edition, 2003.